طالب مجموعة من المثقفين والفنانين والفاعلين الجمعويين بمدينة النّاظور بتجهيز مكتبة قمر الكائنة بحي المطار بالكتب ومختلف التجهيزات والأدوات اللازمة بعد مرور أزيد من سنة على تشييدها كأول مكتبة عمومية بالمدينة.
وفي هذا الإطار، نظم هؤلاء النشطاء زيارة تفقدية إلى المكتبة التي شيدها المنعش العقاري يحيى قمر بمبادرة شخصية منه تفاعلا مع مطلب إنشاء مكتبة عمومية بمدينة النّاظور، عقد خلالها لقاء تواصلي ناقش كافة السبل الممكنة لإطلاق حملة واسعة النّطاق من أجل تجهيز المكتبة التي ما زالت تعاني من الخصاص، خاصة فيما يتعلّق بالكتب العلمية والإصدارات الحديثة.
جمال الدين خضيري، أستاذ جامعي بالكلية متعدّدة التخصّصات بالناظور، قال في تصريح لهسبريس: “استبشرت الساكنة خيرا بالمكتبة التي شيدت في حُلة أنيقة وحديثة تتلاءم ومواصفات المكتبات العصرية، إذ راعت بشكل أساسي فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بتوفير الولوجيات الضرورية ومصاعد خاصة بهم”، موردا أن “هذه المبادرة رائدة بالمدينة المعروفة بقلة المنشآت الثقافية والبنيات التحتية”.
وهذا يتطلب من كافة المهتمين والغيورين على المنطقة، يتابع خضيري، “المساهمة في تكريس كل فعل ثقافي جاد وإنجاحه والدفع بمثل هذه المشاريع إلى الأمام؛ فالثقافة ليست فعل أفراد، بل هي فعل جماعات ومؤسسات، فلقد بات لزاما على المجالس المنتخبة ومختلف الهيئات الموكول إليها الشأن الثقافي والفني والتربوي، وكذا نخب المدينة في داخل الوطن وخارجه، الخروج عن صمتها والكشف عن مبادرات تدعم ماديا ومعنويا أي تنمية من هذا القبيل”.
وقال عبد الرزاق عمري، باحث وناقد مسرحي، إن “هذه المبادرة الإنسانية يجب أن تخلد في ذاكرة الريف بمداد من ذهب، وأن تكون عبرة وقادة للمستثمرين والمقاولين وأعيان المنطقة؛ لأن التفكير في التنمية البشرية يجب أن ينطلق أساسا من التنمية في الفكر، وفكر الناشئة على وجه الخصوص”.
وأضاف المتحدّث لهسبريس أن “الاستثمار في القراءة رهان بديل يمكن أن يفكر فيه من قدر ويقدر العلم والفكر والوعي حق تقدير، ومن يغار على الناشئة ويخشى أن يطالها الحرمان المعرفي، ومن هنا لا بدّ من إيلاء هذا المشروع ما يستحقّه من أهمية بإطلاق نداء تزويد المكتبة بكلّ ما تحتاج إليه في أفق أن تصبح مكتبة شاملةً يجدُ كل باحثٍ عن المعرفة في رحابها ضالته”.
وتابع العمري بأن “الواجب علينا حقًّا هو جعل المكتبة شاملة لكل المعرفة والعلم والثقافة بتوفير كتب في تخصصات مختلفة، في التاريخ والفلسفة والدين والأدب واللغات والتشكيل والسينما والحضارة والعلوم الحقة… واللائحة مفتوحة على جميع التخصّصات”.
وقال فهد بوتكونتار (سفاكس)، فنان فاعل جمعوي بالنّاظور، إنّ “هذه الزّيارة التفقدية إلى مكتبة قمر العمومية، تأتي في إطار توحيد الرؤية من طرف جميع المتدخلين من أجل خدمة هذا المشروع الثّقافي الذي يعد إضافة نوعية إلى مدينة النّاظور التي ما زالت تعاني من خصاص المرافق العمومية”.
وأكّد فهد، في تصريح لهسبريس، أن “الجميع في هذا اللقاء التواصلي اتّفق على ضرورة تزويد المكتبة بما تحتاجه من كتب ومراجع في جميع المجالات حتى تكون شاملةً تلبّي حاجيات التّلاميذ والطلبة والباحثين، فصاحب المشروع وفّر هذا الفضاء وزوّده بكل التجهيزات الضّرورية وما على المجتمع المدني سوى إكماله”.